65 شارع سي 101 بنوم بنه، كمبوديا
+855 69 247 974
+855 69 247 974
تقنيات الواجهة الأمامية
تقنيات الواجهة الخلفية
Loading animation is provided by
تُعد كمبوديا حاليًا من بين أكبر 10 دول منتجة للأرز في العالم، سواء للاستهلاك المحلي أو التصدير، وفقًا لاتحاد الأرز الكمبودي. ففي عام 2022 وحده، صدّرت البلاد حوالي 630,000 طن من الأرز المطحون، محققة عائدات تجاوزت 400 مليون دولار. ويُعزى هذا الإنجاز البارز إلى سياسات استراتيجية تم وضعها تحت قيادة رئيس الوزراء السابق سامديتش هون سين، الذي جعل تطوير القطاع الزراعي محورًا أساسيًا لنمو البلاد.
بالنسبة للدول الأفريقية التي تواجه تحديات مزدوجة تتمثل في انعدام الأمن الغذائي واعتماد كبير على واردات الأرز – التي تبلغ قيمتها السنوية أكثر من 5 مليارات دولار لمنطقة إفريقيا جنوب الصحراء – تقدم تجربة كمبوديا خارطة طريق قيّمة يمكن الاستفادة منها لتحقيق تحول مماثل.
1. الاستثمار في توزيع بذور الأرز عالية الجودة
كان أحد المحركات الرئيسية لتحول قطاع الأرز في كمبوديا هو الاستثمار الكبير في البحث والتطوير وتوزيع بذور الأرز عالية الجودة. من خلال شراكات مع مؤسسات مثل معهد البحوث الزراعية والتنمية الكمبودي (CARDI)، تمكنت البلاد من تطوير أصناف أرز ذات إنتاجية عالية ومقاومة للجفاف والأمراض، ومناسبة للظروف المحلية. وبحلول عام 2021، حصل حوالي 70% من مزارعي الأرز في كمبوديا على بذور محسّنة، مما أدى إلى زيادة في الإنتاجية من متوسط 2.4 طن للهكتار في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى أكثر من 3.4 طن للهكتار اليوم.
إلى جانب البحث والتطوير، ركزت كمبوديا على توزيع هذه البذور على صغار المزارعين، مما يضمن سهولة الوصول إليها وبأسعار معقولة. وقد دعمت برامج حكومية وقطاع خاص تكلفة البذور وقدمت تدريبًا للمزارعين لتحسين تقنيات الزراعة. ونتيجة لذلك، زادت الإنتاجية بشكل كبير، كما تحسنت مستويات المعيشة لصغار المزارعين، الذين يشكلون غالبية السكان الزراعيين في كمبوديا.
دروس مستفادة لأفريقيا
يمكن للدول الأفريقية تبني نهج مماثل من خلال الاستفادة من معاهد البحث الزراعي المحلية لتطوير أصناف أرز تناسب ظروفها المناخية والزراعية.
على سبيل المثال:
يمكن لنيجيريا، التي تتمتع بمناطق مناخية متنوعة، التركيز على تطوير أصناف أرز مناسبة للجنوب الرطب والشمال الجاف.
أظهرت السنغال تقدمًا ملحوظًا بالفعل من خلال برنامجها الوطني للبذور، الذي يعزز تبني البذور المعتمدة. وقد شهدت السنغال زيادة في إنتاجية الأرز بنسبة تزيد عن 30% بين عامي 2015 و2020، مما قرّبها من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأرز.
علاوة على ذلك، يمكن للمبادرات التي تهدف إلى تحسين نظم البذور في جميع أنحاء إفريقيا أن تستفيد من الأطر الإقليمية مثل برنامج البذور والتكنولوجيا الحيوية الأفريقي، الذي يسعى إلى توحيد لوائح البذور وتعزيز الوصول إلى بذور عالية الجودة عبر الحدود.
لمحة إحصائية
تشير الدراسات إلى أن اعتماد البذور المعتمدة في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء يمكن أن يزيد متوسط إنتاجية الأرز بنسبة تصل إلى 50%، مما يقلل بشكل كبير من العجز الحالي في الإنتاج والذي يتجاوز 15 مليون طن سنويًا.
2. وضع أهداف طموحة للتصدير
لقد كان التزام كمبوديا بتحقيق أهداف تصدير طموحة بمثابة قوة دافعة لقطاع الأرز. فالهدف الحكومي المتمثل في تصدير مليون طن من الأرز المطحون بحلول عام 2025 أدى إلى تنسيق الجهود على امتداد سلسلة القيمة، بما في ذلك الاستثمارات في أنظمة الري، والميكنة الزراعية، وتدريب المزارعين. وقد حفزت هذه الرؤية جميع الأطراف ذات الصلة لتوحيد أنشطتها مع الأهداف الوطنية، مما أدى إلى تعزيز التعاون والابتكار.
تحقيق هذه الأهداف تطلب تطويرًا قويًا للبنية التحتية. استثمرت كمبوديا بشكل كبير في أنظمة الري، حيث يتمتع الآن أكثر من 50% من المناطق الزراعية بتوفير مياه موثوق. كما تم تحسين المرافق بعد الحصاد، مثل مصانع الطحن ووحدات التخزين، مما قلل من الفاقد بعد الحصاد ورفع جودة الأرز المخصص للأسواق التصديرية.
دروس مستفادة لأفريقيا
يمكن للدول الأفريقية أن تحذو حذو كمبوديا من خلال وضع أهداف طموحة مماثلة لقطاعات الأرز لديها.
على سبيل المثال:
تهدف غانا إلى أن تصبح مُصدّرًا صافيًا للأرز بحلول عام 2024، عبر زيادة الإنتاج المحلي لتلبية 100% من الطلب المحلي وتوفير فائض للتصدير.
أما مدغشقر، كمنتج تقليدي للأرز، فقد حددت أسواقًا تصديرية محتملة في منطقة المحيط الهندي وتسعى لاستغلال الشراكات لتحديث سلسلة القيمة للأرز.
علاوة على ذلك، يمكن دمج المزارعين في سلاسل القيمة التصديرية لتحقيق تأثير مضاعف، حيث يسهم ذلك في زيادة دخل الريف وتعزيز النمو الاقتصادي الوطني. ويمكن أن تكون برامج مثل وكالة التحول الزراعي في إثيوبيا نموذجًا يمكن الاستفادة منه لتوحيد حوافز المزارعين مع الأهداف الوطنية للتصدير.
التأثير الاقتصادي
إذا تمكنت الدول الأفريقية من تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الأرز وتصدير 10% فقط من فائضها إلى الأسواق الإقليمية، يمكن للقارة أن تولّد إيرادات إضافية تصل إلى ملياري دولار سنويًا. وهذا من شأنه أن يقلل من فاتورة واردات الغذاء ويضع أفريقيا كلاعب تنافسي في الأسواق العالمية للأرز.
3. تعزيز اتفاقيات التجارة
أحد العوامل الرئيسية لنجاح صادرات كمبوديا يكمن في اتفاقياتها التجارية الاستراتيجية. فقد فتحت الشراكات مع الدول الكبرى المستوردة للأرز، مثل الصين وإندونيسيا والاتحاد الأوروبي، أسواقًا مستقرة للأرز الكمبودي، مما مكّن البلاد من تعزيز تنافسيتها. على سبيل المثال، سمحت اتفاقية تجارية ثنائية مع الصين لكمبوديا بتصدير أكثر من 300,000 طن من الأرز إلى السوق الصينية في عام 2022 فقط.
إلى جانب الاتفاقيات الثنائية، استفادت كمبوديا من برامج تجارية تفضيلية مثل مبادرة "كل شيء عدا السلاح" التابعة للاتحاد الأوروبي، والتي تمنح وصولًا معفى من الرسوم الجمركية للدول الأقل نموًا. وقد مكنت هذه البرامج كمبوديا من المنافسة بفعالية في الأسواق ذات القيمة العالية، على الرغم من التحديات المرتبطة بمعايير الجودة والخدمات اللوجستية.
دروس مستفادة لأفريقيا
يمكن للدول الأفريقية الاستفادة من منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)، التي تخلق سوقًا موحدة تضم أكثر من 1.3 مليار شخص بإجمالي ناتج محلي قدره 3.4 تريليون دولار. ومن خلال تقليل الحواجز الجمركية وتحسين الخدمات اللوجستية للتجارة داخل أفريقيا، يمكن للدول توسيع أسواق الأرز داخل القارة.
يمكن للسنغال وكوت ديفوار تطوير اتفاقيات ثنائية لتداول فائض الأرز مع الدول المجاورة التي تعاني من نقص في الأرز، مما يعزز الأمن الغذائي الإقليمي.
لتحقيق أقصى استفادة من الاتفاقيات التجارية، يجب على الدول الأفريقية أيضًا الاستثمار في تلبية المعايير الدولية لجودة وسلامة الأرز. وستكون برامج الاعتماد، إلى جانب تحسينات في البنية التحتية للنقل والخدمات اللوجستية، حاسمة للوصول إلى الأسواق العالمية.
دراسة حالة
في شرق أفريقيا، ساعدت الاتفاقيات التجارية بين كينيا وتنزانيا وأوغندا في تسهيل حركة المحاصيل الأساسية، بما في ذلك الأرز، مما قلل من الاعتماد على الواردات واستقرار الأسعار. وبالمثل، يمكن لدول جنوب أفريقيا، مثل زامبيا وزيمبابوي، استكشاف اتفاقيات لتحسين تجارة الأرز عبر الحدود.
4. تعزيز التكنولوجيا والابتكار
أحد العناصر الحيوية التي ساهمت في نجاح كمبوديا هو اعتمادها على التقنيات الزراعية الحديثة. بدءًا من معدات الزراعة والحصاد الميكانيكية وصولًا إلى المنصات الرقمية التي تربط المزارعين بالمشترين، لعبت التكنولوجيا دورًا محوريًا في تحسين الكفاءة وخفض التكاليف.
دروس مستفادة لأفريقيا
يمكن للحكومات الأفريقية والقطاع الخاص التعاون لتقديم خيارات ميكنة ميسورة التكلفة للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، مما يساهم في معالجة نقص العمالة وزيادة الإنتاجية.
يمكن توسيع المنصات القائمة على الهواتف المحمولة، مثل نظام "المحفظة الإلكترونية" لتوزيع الأسمدة في نيجيريا، لتشمل توزيع البذور المعتمدة، وتوفير معلومات عن أسعار السوق، وتقديم تحديثات عن حالة الطقس، مما يتيح للمزارعين الوصول إلى معلومات حيوية لتحسين أدائهم.
التأثير المحتمل
تشير الدراسات إلى أن تبني تقنيات الزراعة الدقيقة في أفريقيا يمكن أن يزيد من إنتاجية الأرز بنسبة تصل إلى 70%، مما يقلل بشكل كبير الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك.
الخاتمة
رحلة كمبوديا نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأرز وتعزيز قدرتها التنافسية في التصدير تعد نموذجًا ملهمًا للدول الأفريقية. من خلال استثمارات استراتيجية في توزيع البذور عالية الجودة، وتحديد أهداف طموحة للتصدير، وتعزيز الاتفاقيات التجارية، وتوظيف التكنولوجيا، نجحت كمبوديا في تحويل قطاع الأرز إلى ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي الوطني.
يمكن للدول الأفريقية، عبر تبني استراتيجيات مشابهة، أن تفتح المجال لإمكانات قطاعاتها الزراعية لتحقيق الأمن الغذائي، والحد من الاعتماد على الواردات، وتعزيز التنمية الاقتصادية. ومع مشاركة أكثر من 60% من سكان أفريقيا في الزراعة، يمكن أن يشكل التركيز المنسق على قطاع الأرز نقلة نوعية لتحسين سبل العيش، وضمان الأمن الغذائي، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية الأوسع للقارة.
ستكون التعاون الإقليمي، وبناء القدرات، ومشاركة القطاع الخاص عوامل حاسمة لدعم هذا التحول. كما أثبتت كمبوديا، فإن طريق الازدهار يكمن في الرؤية والالتزام والتعاون، وهي القيم التي يمكن لأفريقيا أن تستفيد منها لبناء مستقبل أكثر إشراقًا للجميع.
مع التدخلات المستهدفة وتبادل الخبرات، يمكن لأفريقيا تحقيق حلم الاكتفاء الذاتي من الأرز، واعدة بإرث من الأمن الغذائي، والمرونة الاقتصادية، والنمو المستدام للأجيال القادمة.
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بقراءة هذا المقال واستفدتم منه. إذا كان كذلك، يرجى مشاركته مع أصدقائكم وزملائكم الذين قد يكونون مهتمين بالزراعة والأعمال الزراعية.
Kosona Chriv
مدير المبيعات والتسويق في المجموعة.
سولينا / مجموعة ساحل أغري-سول (كوت ديفوار، السنغال، مالي، نيجيريا، تنزانيا)
https://sahelagrisol.com/ar
المدير التنفيذي للعمليات (COO)
مجموعة ديكو (نيجيريا، كمبوديا)
https://dekoholding.com
المستشار الأول
Adalidda (الهند، كمبوديا)
https://adalidda.com/ar
تابعني على
BlueSky https://bsky.app/profile/kosona.bsky.social
LinkedIn https://www.linkedin.com/in/kosona